سؤال مهم والإجابة هي نعم فالملاحظ ان كمية النوم التي يحصل عليها الانسان تقل يوماً بعد يوم وخاصة مع ازدياد نظام الورديات في مجالات العمل المختلفة.
ففي الماضي كان العمل بنظام الورديات يقتصر فقط على مجالات معينة من العمل كالمستشفيات والمطارات ووسائل المواصلات والمطارات. اما اليوم ومع انتشار العولمة واتساع نطاق المنافسة حول العالم فقد ازدادت الشركات التي تعمل على مدار الساعة كالمحال التجارية وشركات المحاسبة والتمويل والتصميم بالإضافة الى وسائل الاعلام والشركات التي تخدم عملاء في الخارج مما يحتم عليها العمل على دار الساعة.
وبالرغم من ان العمل بنظام الورديات يتيح للبعض فرصة العمل الاضافي سواءً لبعض الوقت او في ايام محددة من الأسبوع فإن هناك ثمن لابد ان يدفعه هؤلاء. يقول الاطباء انه اصبح من الوارد الان ان يستخدموا مصطلح (اضطرابات العمل بنظام الورديات) حيث ان العمل بنظام الورديات يقوم بتغيير في النظام اليومي للجسم حيث يضطر العامل الى العمل طوال الليل والنوم بالنهار وقد يواجه صعوبة فى ذلك مما يقلل من اجمالي كمية النوم.
ودائماً ما تؤثر قلة النوم على الأداء في العمل بنظام الورديات حيث يقل التركيز ويزداد النسيان والاخطاء بصفة عامة. ووفقاً لدراسة اجراها بعض الباحثين بالولايات المتحدة فإن قلة النوم قد تكون كعدم النوم من حيث التأثير السلبي على الكفائة في العمل فقد ثبت بالتجربة ان الأشخاص الذين يحصلون على ثلاث الى سبع ساعات باليوم يواجهون نفس مشاكل العمل التي يواجهها اشخاص لم يحصلوا على اي قسط من النوم لمدة ثلاث ايام متواصلة.
هناك ايضاً اخطار الحوادث المرورية والتي تزداد في مجالات النقل والمواصلات التي يعمل فيها بنظام الورديات بالاضافة الى الحوادث البدنية في مجالات الصناعة المختلفة.
وبخلاف الحوادث فهناك الاضطرابات الجسدية حيث يقول الأطباء ان العمل بمجال الورديات يجعل العاملين اكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والمعدة وقلة نسبة الإنسولين مما يرفع نسبة السكر والكوليسترول في الدم بالاضافة الى الامراض النفسية كالإكتئاب وضعف الذاكرة.
وينصح الأطباء العاملين بالورديات الليلية العودة الى المنزل بمجرد انتهاء العمل وتجنب ضوء الشمس والنوم في مكان مظلم وهادئ كما يوصون بالتغذية السليمة والرياضة لأن معظم مؤثرات العمل الشاق تكون نتيجة قلة الاكل والتمرين.