سيدنا جبريل وقوته العظيمة

كان سيدنا جبريل عليه السلام وهو رئيس الملائكة ذا قوة عظيمة أيده الله بها للانتقام من المشركين والظُّلام، وفي يوم من الأيام أمره الله عزّ وجلّ أن يأتي قوم سيدنا لوط لتعذيبهم لأنهم كذّبوا نبي الله لوطًا عليه السلام

.
جاء سيدنا جبريل عليه السلام ومعه بعض الملائكة متشكلين بأشكال رجال ذوي هيئات حسنة ووجوه مشرقة، وحَلُّوا ضيوفُا عند سيدنا لوط الذي لم يعرفهم أول الأمر، وكان الكفار في أهل المدينة أشرارًا أرْذالا يؤذون الناس وخاصة الضيوف، وكانت زوجة سيدنا لوط جاسوسة لهؤلاء الأشرار، فذهبت وأعلمتهم بهم فجاءوا ودَقُّوا الباب، فخاطبهم سيدنا لوط وصار يُحذّرهم من غضب الله تعالى فلم يردُّوا عليه، وهَمُّوا بكسر الباب وهو يمسكه، عندها أظهر هؤلاء الضيوف حالهم، وقال سيدنا جبريل ومن معه لسيدنا لوط: ابتعد عن الباب، فابتعد وانفتح الباب فضرب سيدنا جبريل عليه السلام الكفار بجناحه فطمس أعينهم وصارت كسائر الوجه لا يُرى لها شقّ وكأنها ممسوحة، فهربوا وهم يصرخون: النجاةَ النجاةَ

.
وعند المساء خرج سيدنا لوط عليه السلام ومعه أهله، وأُمر أن لا يلتفت كي لا يرى عظيم ما سينزل بقومه الكافرين من عذاب، وأُعْلم لوطٌ عليه السلام أنّ امراته ستلتفت وسيصيبها ما أصاب قومها، فقد ذُكر أنها لمّا خرجت مع زوجها لوط عليه السلام وسمعت هزّة وصيحة العذاب الذي نزل بقومها التفتتْ وقالت: واقوماه فأصابها حجر فأهلكها مع الهالكين.
وأدخل سيدنا جبريل عليه السلام ريشة واحدة من أجنحته في قراهم ومدنهم وكانت أربعًا أو خمسًا واقتلعهنّ من أصلهنّ بمنْ فيهن من بهائم وبَشرٍ كفار، وكانوا أربعمائة ألف شخص، فرفع الجميع إلى السماء، ثمّ قلب هذه القرى وردّها إلى الأرض مقلوبة، وأُرسلتْ عليهم من السماء صيحة عظيمة وأُمطرتْ عليهم حجارة من سجيل، وأنجى الله تعالى سيدنا لوطًا عليه السلام والمؤمنين من أهله، وقد أصبح مكان قراهم بحيرة لا سمك فيها ولا حياة