بعد اجتماع بييرلويجى كولينا أعظم حكم كرة قدم في تاريخ الكرة في العالم مع السيد/ محمد خلفان الرميثى رئيس اتحاد كرة القدم بدولة الإمارات العربية المتحدة لبحث أوجه التعاون بين الطرفين لتطوير سلك التحكيم بالإمارات ،كان لأهلى.كوم هدا الحوار حول التحكيم في العالم و مصر ، وماهو واقع وما يجب أن يكون!!
وكولينا لمن لايعرفه هو من مواليد 13 فبراير 1960 من مدينة بولونيا بايطاليا ويعمل الآن كمستشار مالي بالإضافة لعمله الاحترافي ككاتب ومحلل فني في كرة القدم (بعيدا عن التحكيم) بالإضافة لعمله في مجال الإعلان ، وعمله التطوعي كعضو في لجنة الحكام الايطالية والأوروبية. اشتهر عن كولينا قوة شخصيته وحزمه وروحه المرحة في نفس الوقت، وشخصيته الكاريزمية التي جعلته علامة تجارية في مختلف المجالات لعل أشهرها تمثيله الاعلانى لشركة "أوبل" للسيارات ، و اعتزل التحكيم بعد توقيعه هذا العقد المجزى.
بدأ كولينا في عالم الصحافة والكتابة بمبادرة شخصية من صديقه الأستاذ/أسامة الشيخ الذي نجح في إقناعه بالكتابة في مجلة سوبر منذ عام 2003،
بدأ اللقاء في جو لمرح من أطراف اللقاء بسؤال طارق الجوينى لكولينا:
س/ كيف نجح أسامة الشيخ في إقناعك بالكتابة؟
ج / أسامة شخصية ذكية في التفاوض وقد اقنعنى بسهولة ولكن قد أكون أنا الذي نجحت بإقناعه بقدراتي الكتابية أولا... لكن بصراحة أنا أعشق الكتابة كهواية قبل أن تكون حرفة.
س/ وماذا كانت أهم شروطك؟
ج/ شرط واحد فقط وهو ألا أكتب في التحكيم ،لان انتقاد الحكام أصبح شيء مأسوي على مستوى العالم كله.
هنا عقب أ/ أسامة ان كولينا كان أحد أكثر كتاب سوبر احترافية من ناحية الكم والكيف والتوقيت حتى انه فاق كل التوقعات.
س/ وماهو سر نجاحك في كل عمل تؤديه؟
ج/ حب العمل ذاته والتنظيم والالتزام بتعهداتي قبل أن أوقعها (الاحترافية) ولكن لابد من شكر التقنية في عالم الانترنت التي مكنتني من القراءة والبحث والكتابة والتراسل في أي وقت وأي مكان في العالم.
س/ ماهى أهم نجاحاتك في عالم التحكيم؟
ج/ تحكيم مباراة النهائي في دورة الألعاب الاوليمبية بأطلانطا 1996 بين الأرجنتين و نيجيريا والتي فازت بها نيجيريا (أول ميدالية أوليمبية ذهبية لقارة افريقيا) ، ونهائي كاس أبطال أوروبا الشهير بين بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد عام 1999 والتى فاز بها مانشستر في الوقت الضائع 2/1 ، ونهائي كاس العالم 2002 بين البرازيل وألمانيا وفازت البرازيل 2/0.
س/ وماهى المباراة التي قمت بتحكيمها ولا تنساها حتى الآن؟
ج/ نهائي كاس أبطال اوروبا 1999 بين بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد لان حجم المتابعة الجماهيرية كان غير مسبوق (أكثر من مليار نسمة) وتاريخ الناديين عريق ، وبدأت أهىء نفسي لإنهائها بسلاسة بفوز بايرن ميونخ 1/0 في الدقيقة 90 حتى فوجئت بهدف التعادل لمانشستر فبدأت استشعر الضغط النفسي لإدارة 30 دقيقة وقت اضافى بعدما حلمت بنشوة الأداء الجيد وانتهاء المباراة حتى فوجئت بالهدف الثاني لمانشستر في الدقيقة 91 من عمر المباراة ، فكانت فرحتي بعد الدخول في الوقت الاضافى أكبر من فرحة لاعبي مانشستر بالفوز بالبطولة حتى انه بدأ تجهيزي لإدارة المباراة النهائية لبطولة أمم اوروبا عام 2000.
س/ لكنك لم تدير نهائي أمم اوروبا 2000؟
ج/ ضحك كولينا قائلا لا أعلم من حسن حظي أو من سوء حظي أن بلدي ايطاليا وصلت للنهائي فتم استبعادي ولكن ايطاليا خسرت النهائي بالهدف الذهبي أمام فرنسا ولكنني بعدها قمت بتحكيم نهائي كاس العالم 2002 .
س/ وماذا عن هذه المباراة؟
ج/ من أسهل المباريات التي قمت بتحكيمها في حياتي نظرا لعدم المنافسة فيها حيث أن البرازيل سيطرت عليها من الدقيقة الأولى واكتفت المانيا بشرف الوصول للنهائي.
س/ وماهى المباريات الصعبة التي أدرتها ؟
ج/ برشلونة وريال مدريد بأسبانيا ، ليون ومارسيليا بفرنسا ومباريات الدوري الايطالي والانجليزي
س/ ماهى أصعب مباريات الدوري الانجليزي ؟
ج/ أولها بلا منازع ليفربول ومانشستر يونايتد ثم مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، وليفربول وايفرتون.......عموما كل مباريات الدوري الانجليزي صعبة جداً
س/ وايطاليا؟
ج/ مباراة جنوة وسامبدوريا هي أصعب مباريات الديربى فى الدوري الايطالي ، وطبيعة الجماهير واللاعبين في الملعب في غاية العنف ، متوسط الكروت الصفراء في مبارياتهم من 10-12 كارت والحمراء من 2-3 .. في المتوسط، وأول مباراة أدرتها بينهما فوجئت أنى أعطيت 8 كروت صفراء في الشوط الأول فقط ...ضاحكا... محافظا على المتوسط التاريخي.
س/ وماذا عن مصر؟
ج / للأسف الشديد لم أقم بالتحكيم في مصر ولكنى أعلم من اصدقائى المصريين مدى سخونة مباراة الاهلى والزمالك.
س/ هل عرض عليك تحكيم مباراة الاهلى والزمالك؟
ج/ عرض على من قبل عدة مرات لكن للأسف لم أتمكن لارتباطي بأعمال أخرى في نفس التوقيت في كل مرة.... يمكن من حسن حظي حتى لا أتعرض للضغوط التي أسمع عنها.
س/ وما رأيك في الضغوط التي يتعرض لها بعض الحكام قبل المباريات وبعدها؟
ج/ هذه ظاهرة عالمية ...... يحاول بعض مسئولي الأندية فرضها قبل المباريات ولكنها غالبا ماتفشل ،أما بعد المباريات فهي مأساة لان الاستوديوهات التحكيمية تأخذ القرارات وتنتقد ناسية عنصر مهم في اتخاذ القرار بالنسبة للحكم وهو سرعة الكرة.... كل الاستوديوهات تعتمد على الإعادة البطيئة و 40 كاميرا من مختلف الاتجاهات وهو ما لا يتوافر للحكم...هذا ظلم!!
س/ وماذا عن تهكمات معلقي المباريات على الحكام؟
ج/ منتهى القسوة والجهل للأثر العكسي لهذه التهكمات على الجماهير.
س/ وما السبب في هذا من وجهة نظرك؟
ج/ الشهرة ونسبة المشاهدة والإعلانات على حساب أي مبادئ وسمعة التحكيم وما يحدث من عنف من قبل الجماهير المتحمسة.
س/ كيف تعد حكم متميز في رأيك؟
ج/ لابد من إعداده أولا كرجل قوى صلب وواثق من نفسه ثم إعداده كقائد يتميز بالرؤية وصحة اتخاذ القرار والسيطرة على مئات الآلاف في الملعب.
س/ وماذا عن القانون ؟
ج/ هل سمعت عن حكم دولي جاهل بالقانون؟،... القانون ليس المشكلة... الكل يعلم القانون حتى المتفرج العادي الشخصية......الإعداد النفسي أولا
س/ وماذا عن الأجواء المحيطة؟
ج/ إذا لم يحترم الجميع الحكام..... يدفع الجميع الثمن... إذا كنتم تريدون حل مشكلة التحكيم في مصر... فلا بد أولا من احترام كيان الحكم حتى يتحرر من الضغوط و يحكم بالعدل
س/ والماديات؟
ج/ هذه مشكلة عالمية بالنسبة لأجور الحكام ولكن ماديات بلا احترام لا تحل مشكلة التحكيم.
س/ كلمة أخيرة؟
ج/ كرة القدم ساحرة لكل الناس .. لكل الطبقات...... رئيس وزراء ايطاليا (بيرلسكوني) رئيس لنادي ميلان ،و المواطن البسيط يعشق كرة القدم ،لابد أن تستمر هكذا بدون تعصب وإلا تتحول إلى شيء بغيض... أنا أحب كرة القدم