الحدث الذي هز الباحة صباح اليوم
2يونيو , 2005
4:17:29 مساءً
25/04/1426هـ
جريدة الوفاق تتابع الحدث الذي هز الباحة صباح اليوم
جهود غير موفقة في إثناء أشقاء الجاني عن تنفيذ حكم القصاص في شاب بالباحة
المنفذ فيه حكم القصاص قتل مغتصب أخيه وعشرة ملايين لم تنقذ رقبته !
لماذا رفض والد المقتول العفو في اللحظة الاخيرة ؟
الباحة ( الوفاق ) احمد بن صالح
يم الحزن والكآبة والإحباط على وجوه أهالي منطقة الباحة والمقيمين والزائرين الذين حضروا منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم الخميس في ساحة العدل في مدينة الباحة لمشاهدة تنفيذ حد الحكم قصاصا والذي صدر بحق الشاب أحمد إبراهيم من محافظة قلوة لإقدامه بقتل الشاب فهد بن محفوظ من الباحة بسكين قبل عدة سنوات وقد كان الجميع يأمل في أن يكون هناك عفو خصوصا بعد أن حشد المئات من شيوخ القبائل والمصلحين من العلماء والمشايخ وأعيان منطقة الباحة إضافة إلى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء جهودهم لمحاولة تنازل أهل الدم عن الجاني إلا أن جهودهم كلها باءت بالفشل في ظل إصرار أشقاء المجني عليه تنفيذ الحكم أمام أعينهم في غياب والدهم.
وتعود القصة إلى عام 1423هـ تقريبا عندما قام (فهد) بعمل لا أخلاقي ضد شقيق الجاني (أحمد) الذي قدم من تبوك لإتمام مراسم زفافه على ابنة إحدى الأسر في الباحة بعد أسبوع من وقوع الحادثة ولكنه عندما سمع بالحادثة التي وقعت لشقيقه ذهب إلى المجني عليه في منزل أخته بالباحة واستدعاه خارج المنزل وسدد له طعنات قاتلة نقل على إثرها إلى مستشفى الملك فهد بالباحة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك ، وبعد ذلك بدأت الجهود من قبل أصحاب السمو الملكي الأمراء وأعيان المنطقة ولجان إصلاح ذات البين في مكة المكرمة ومنطقة الباحة يتقدمهم الدكتور ناصر الزهراني والشيخ عبد اللطيف الهاجس والشيخ محمد بن غنام والشيخ علي بن ملحة والشيخ حسن الربيعي وشيوخ القبائل لمطالبة والد القتيل وأشقائه أحمد وحاتم مشعل بالتنازل لوجه الله تعالى واستمرت الجهود حتى الثواني الأخيرة من تنفيذ الحكم وتعالت الصيحات من قبل الحضور من الأهالي الذين بحت حناجرهم وهم يرددون بطلب العفو وبالتكبير وفجأة ساد نوع من التوتر حيث توقع الجميع أنه صدر العفو بعد مشاهدتهم للجاني وهو يسجد حيث توقع الجميع أن ذلك السجود هو بعد سماعه العفو ولكن ذلك لم يكن صحيح فقد طلب الجاني (أحمد) من الجنود المحيطين به السماح له بالصلاة فقام بتأديتها وهو جالس وبعد الانتهاء تم التنفيذ بعد أن تردد السيّاف في تنفيذ الحكم لعل وعسى أن تلين قلوب أشقاء المجني عليه ولكنهم رفضوا بالرغم من تقديم ما يقارب من عشرة ملايين ريال كصلح مقدم من عدد من الأمراء ورجال الخير ولكن الأشقاء رفضوا في ظل عدم وجود الأب الذي فضل المكوث في البيت فتم تنفيذ الحكم الشرعي في أحمد إبراهيم الساعة العاشرة صباحا.
يذكر أن أحمد قبل نزوله ساحة القصاص أوصى والديه وأشقائه بالصبر واحتسابه عند الله وطالب ببناء مسجد له وقام بتوزيع المبلغ الذي لديه للفقراء من المساجين الذين كانوا معه في السجن وذكر في وصيته أنه مؤمن بقضاء الله وقدره ومتقبل ما سيكون عليه الحال .
وقد علمت "جريدة الوفاق" أن والد المجني عليه كان في طريقه للعفو عن الجاني إلا أن إصرار أبنائه على تنفيذ الحكم جعله مترددا حيث كان يخشى أنه في حالة العفو أن يقوم أبنائه بارتكاب جريمة ضد ( أحمد ) فتكون النتيجة قصاص الأبناء الثلاثة أحمد وحاتم ومشعل ففضل عدم الالتفات للصلح وطلب أن يتم تنفيذ الحكم بعد أن قبع في المنزل وأوكل أحد أبنائه بحضور التنفيذ .