رمضان في القاهرة
القاهرة- ذكر تقرير لوكالة الانباء الايرانية أن لرمضان في مصر طعم خاص نظرا لعادات متوراثة حافظت عليه الاسر المصرية لمئات السنين ويعود بعضها الي ايام الدولة الفاطيمة فلايوجد شارع واحد في مصر حاليا يخلو من الزينات باستقبال الشهر الكريم.
ويقول التقرير :مع بداية شهر رمضان ينقلب حال الشارع المصري تماما..اطفال صغار يتسابقون لوضع الزينات والاعلام بشوراعه في مسابقة سنوية بين الاطفال للوصول الي الشكل الاجمل لشارعه ليكونوا حديث المارة.
كذلك لا يخلو شارع مصري من تجمع لبيع "الفوانيس " وآخر لبيع مستلزمات الشهر الكريم الغذائية خاصة ما يعرف حاليا ب"شنطة رمضان " وهي عبارة عن حقيبة تحوي مستلزمات غذائية ويشتريه الميسورون لتوزيعه علي الفقراء واصحاب الدخل المحدود في ظاهرة تتزايد سنويا لتكون مع موائد الرحمن خير تعبير عن التضامن بين ابناء الشعب المصري في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها الطبقات الفقيرة بمصر.
وفي جولة بعدد من الشوارع لرصد مظاهر الاحتفال كانت البداية في منطقة "الجيزة" التجارية حيث انتشرت محلات بيع الفوانيس بكثرة ولكن وسط اقبال جماهيري ضعيف اذا ما قورن بالاعوام السابقة .
يقول محمد عبدة صاحب محل لبيع الفوانيس ان حب المصريين للتراث القديم الذي يدفعه لشراء الفوانيس التي يمتد تاريخة الي عصر الدولة الفاطمية ، كما ان الاطفال الصغار مابين سن ثلاث الي سبع سنوات لا يعرفون شهر رمضان سوي بالفوانيس والزينة الورقية وقصائص الجلاد الملون.
ويضيف ان حالة الشراء هذا العام ضعيفة الي حد ما مقارنة بالاعوام السابقة وهذا بالطبع ما هو الا انعكاس للحالة الاقتصادية التي تسيطر علي مظاهر الحياة في مصر ةذة الايام ، فالاب والام كانا يحرصان في الاعوام السابقةعلي شراء الفوانيس لاطفاله كبند اساسي من بنود الانفاق الرمضاني..
اما هذا العام اصبح شراء الفوانيس بندا فرعيا ان توفرت لة النقود فلا مانع من الشراء وان تعثرت فلا حرج من الامتناع عنة حيث ينصب الاهتمام الاول للابوين علي توفير النقود للمستلزمات الاساسية خصوصا المكسرات من "الفستق ، واللوز ، وعين الجمل ، وجوز الهند ، والياميش ، وقمرالدين ، والتمر، والعديد من الماكولات الرمضانية التي تحتاجه الاسرة علي طول ايام الشهر الكريم.
وبالفعل علي الجانب المقابل لمحل بيع الفوانيس وجدنا آخرا لبيع المكسرات الرمضانية حيث ظهر امامه عدد من جمهور المستهلكين المصريين اكثر نسبيا من الجمهور الواقف امام محل عبده لشراء الفوانيس .
ويوجد بالاسواق المصرية نوعان من انواع الفوانيس وهي المصري والصيني، والاكثر مبيعا هي الفوانيس الصيني نظرا لصغر حجمة ورخص ثمنه الا انها تاخذ اشكالا بعيدة نوعا ما عن التراث الاسلامي حيث يخلو معظمه من النقوش الاسلامية التي تعتبر اساسا في هذه الصناعة، واكتفت فقط بالالوان الجذابة والهلال الذي يوجد في اعلي الفانوس .
ويقول احد الاطفال انة يشتري الفوانيس الصينية فقط لانه صغيرة الحجم ويستطيع ان يحمله ولكنة يحب الفوانيس المصرية ذات النقوش الاسلامية الا ان كبر حجمه يمنعه من شرائه، وتضيف والدته ان الفوانيس المصرية بعيدة عن ايدي الاطفال وان من يشتريه يكتفي فقط بتعليقه علي ابواب المنازل.
والجديد هذه الايام ان الفوانيس لم تعد قاصرة علي لهو الصغار بل امتدت الي الكبار ايضا حيث اصبحت عادة لدي الشباب الخطوبين، فكل خطيب يحرص علي شراء فانوس لخطيبته كهدية لها وكنوع من انواع التفائل لاتمام زواجهم السعيد.
والي جانب الفوانيس والمكسرات تطفو علي ساحة الاحتفالات الرمضانية المصرية ظاهرة اخري تلفت الانتباة نظرا لحداثته وهي " شنطة رمضان" وهي عبارة عن حقيبة متوسطة الحجم يشتريها الاغنياء ويضعون بداخلها انواعا متنوعة من المستلزمات الرمضانية ثم يوزعونها علي الفقراء غير القادرين علي شراء هذه الحاجات الضرورية كنوع من الاخاء والترابط والمودة والرحمة التي تعتبر من الاخلاق الرمضانية الحميدة .
ويقول الحاج صادق احمد الذي كان يعمل كبيرا للموجهين بوزارة التربية والتعليم انة يدير بمساعدة زملائة عملية شراء هذه الحقائب وتوزيعها علي المحتاجين المحيطين بالحي الذي يسكن بة مصداقا لاحاديث الرسول الكريم ( ص) الذي وصي فيها المسلمين علي جيرانهم .
واضاف ان هذه الحقيبة تعتبر نوعا من انواع الصدقة التي يوجر فاعلها ان اخلص النية لله تعالي .. واكد انها تساهم في ادخال السعادة علي الاسر غير القادرة كما تساهم في تاكيد مبدا التضامن بين المسلمين خصوصا في ظل ايام مباركة كايام شهر رمضان .
وتاخذ اشكال الصدقات التي يسعي الاغنياء الي انفاقها خلال الشهر الكريم اشكالا اخري بجانب الحقيبة الرمضانية منها "موائد الرحمن " وهو مكان يقيمة الاغنياء بالشوارع والميادين العامة لاطعام الفقراء علي مدار ايام الشهر الكريم، وهي مخصصة للمساكين وعابري السبيل والغرباء الذين قد تضطرهم الظروف احيانا ان يفطروا بعيدا عن منازلهم .