تتبادل البشرية الكثير من الرموز الانسانية التي تعبر عن مشاعر الحب والعاطفة، دون ان تعلم شيئاً عن اصولها القديمة، فالحالة لا تتطلب البحث في الاصول، وانما التشبث بها، لكونها تترجم حاجة البشر بما ترمز اليه هذه الرموز من تعاطف وإلفة.
ومن بين ما يتضمنه التراث القديم، الذي اصبح الآن جزءا من تراث الامم جميعها تقريباً، هو رمز القلب باعتباره الموضع الذي يختزن الحب والعاطفة.
فالناس عموماً يتحدثون عن القلب، كونه يشكل نقطة التقاء المشاعر الانسانية النبيلة.
ولكن من اين جاءت هذه الفكرة اساساً؟
القلب هو الجزء الحيوي الذي يمثل مركز التحكم بتوزيع الدم في انحاء الجسم المختلفة، وهو بذلك يعتبر مصدراً من اهم مصادر الحياة بالنسبة للانسان، اما كونه يمثلا الحب، فهذه لا تعدو ان تكون مجرد تقنية تعبيرية لا تمثل الحقيقة، لان القلب ليس له علاقة في صياغة العواطف او الحب.
اذاً كيف اختير رمزاً لعاطفة البشر؟
قبل الف سنة تقريباً، اعتبرت بعض الاوساط الثقافية في اوروبا، ان اوراق شجرة «التين» الخضراء التي تشبه صورة القلب، هي عبارة عن رمز للحب، ولكن مع مرور الزمن، استبدلوا هذه الاوراق الخضراء، بالالوان الوردية والحمراء، فأخذت شكل القلب، وانتقلت برمزيتها الاولى الى رمزيتها الجديدة التي تمثل القلب. وفي القرون الوسطى زينت جلود الكتب، وكذلك بعض المقتنيات الفنية بصورة القلب الوردية او الحمراء، كجزء من المظهر الفني للاعمال التشكيلية.
وبعد فترة مبكرة، انتقل هذا الرمز الى اعمال كبار الرسامين في اوروبا.
وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر، اصبح رمز القلب الاحمر يمثل السعادة وطول العمر واكتمال الصحة، وايضاً الحب والعاطفة، فانتشر في عموم اوروبا بصورة سريعة.