ما جاء حول الشمس
الشبهة :
من الأمور الخطيرة والفاسدة والتي تدرس لنا في المدارس والكليات : أن الشمس ثابتة .
الرد عليها :
والأدلة الصريحة من القرآن الكريم، والسنة الصحيحة ، وإجماع علماء الإسلام على خلاف ذلك .
1- فمن أدلة كتاب الله : قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها .[سورة يس:38]، وقوله : وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى .[لقمان :29]
2- ومن أدلة السنة : ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (159) من حديث أبي ذر رضي الله عنه : أن النبي قال( إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها :ارتفعي أرجعي من حيث جئتِ . فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها, ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي أرجعي من حيث جئتِ . فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها, ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش , فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعةً من مغربك فتصبح طالعة من مغربها )) . فقال رسول الله : (( أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو **بت في إيمانها خيراً )).
فالحديث صريح في أن الشمس تجري، وأنها تطلع، وتغرب من جراء هذا الجريان , وهذا لا يمكن أن يحدث إذا كانت الشمس تجري حول مركز المجرة كما يزعمون؛ لأن الذي يجري حول مركز المجرة – حسب زعمهم – هو المجموعة الشمسية بكاملها، وبما فيها الأرض والشمس، وأن دورتها تتم في مائتين وخمسين مليون سنة تقريباً على حد زعمهم .
والأمر الأخر قوله : (( حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ))، ففي هذا دليل على أنها تجري من مكان إلى مكان معيَّن، وهو المستقر الذي قدره الله سبحانه لها . وبهذا يبطل ما قالوه، من أنها تجري حول نفسها .
3- وأيضاً الواقع المشاهد أن الشمس جارية في فلكها - أي في سماءها- كما سخرها الله سبحانه وتعالى .
وبهذا يتبين بطلان قولهم بثبوت الشمس، ويتضح مخالفته للأدلة القاطعة الساطعة من الكتاب وصحيح السنَّة . ومما يؤسف أن بعض الكتاب المتأخرين والمثقفين السطحيين ، والذين يسمون بالمفكرين الإسلاميين؛ يتجرءون على مخالفة هذه الأدلة ، والخروج عن فهم السلف ، والمدافعة عن أقوال الفلاسفة الطبائعيين الفاسدة بكلام باطل ، ومن ذلك قولهم السابق : أن الشمس تجري حول مركز المجرة ، وأنها لها دورة أخرى حول نفسها ، وقد بيَّنا بطلان ذلك كله . والحمد لله رب العالمين
ثالثاً : ما جاء حول الفضاء
الشبهة : قولهم أن الفضاء لا نهاية له . وأن به البلايين من المجرات .
الرد عليها : هذا الكلام باطل ، ولا دليل عليه ، وكلام السلف على خلافه
1- قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/27) : حكى ابن حزم، وابن المنيِّر، وابن الجوزي، وغير واحد من العلماء : الإجماع على أن السماوات كرةٌ مستديرة . واستدلوا على ذلك بقوله: كل في فلك يسبحون . قال الحسن: يدورون . وقال ابن عباس: يدورون في فلكة مثل فلكة المغزل . قالوا: ويدل على ذلك : أن الشمس تغرب كل ليلة من المغرب، ثم تطلع في أخرها من المشرق .أﻫ
2- وقال ابن حزم في "الفِصل في الملل والأهواء والنحل" ( 2/80 ) : أن السماوات محيطة بالأرض, فعن معاوية المزني قال: السماء مقببة هكذا على الأرض . وعن ابن عباس في قوله تعالى: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن .[الطلاق :12]، قال : هنَّ ملتويات بعضهن على بعض .أهـ
وقال أيضاً في (2/79) عند قوله تعالى : وسع كرسيه السماوات والأرض.[البقرة :255]، قال : وهذا نص ما قام عليه البرهان من انطباق بعضها على بعض، وإحاطة الكرسي بالسماوات السبع وبالأرض, وقال رسول الله : )) فاسألوا الله الفردوس الأعلى؛ فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوق ذلك عرش الرحمن )). رواه البخاري ، وقال تعالى : الرحمن على العرش استوى .[طه:5]، وأخبر هذان النصَّان بأن ما على العرش هو منتهى الخلق، ونهاية العالم .أﻫ
3- وقال صاحب كتاب "هداية الحيران في مسألة الدوران" ( 39-41) : وأما فضاء الملاحدة لا ينتهي وكله مجرات منظريه . . والمجرة الواحدة تحتوي على ملايين من المجموعات الشمسية . والفضاء فيه بليون من المجرات . ويقولون : أن به ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لانهاية له في خيالهم . ويقولون إن من النجوم ما هو أعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولا يزال الكون يتسع- وقد رد شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله على هذه الكذبة وهي قولهم أن الكون لا يزال يتسع رد عليها في كتابه الصبح الشارق (ص125-127) حيث ذكر أدلة الكتاب والسنة التي تعارض هذا القول منها قوله تعالى ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها . (فصلت 12) , ثم ذكر حديث أبو هريرة في البخاري عن النبي قال ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة)) . ثم قال حفظه الله [ ففي الآية الأولى أن الله ... استوى إلى السماء فقضاهن] . قال ابن كثير [ فرغ من تسويتهم سبع سماوات في يومين أي آخرين . وقال القرطبي و الشوكاني في تفسير الآية . فقضاهن سبع سماوات أي خلقهن أحكمهن وفرغ منهن ]. أﻫ .
ولتبرير فكرة ونظرية الملاحدة والمنجمين على أنَّ الكون لا يزال يتسع فإنهم يستدلون بآية قرآنية وهي قولة جل وعلا والسماء بنيناها بأيد و إنَّا لموسعون . قالوا معناها أن الكون لا يزال في تمدد مستمر وهذا تفسير محدث لم يؤثر عن سلف هذه الأمة .قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة أي قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد حتى استقامت كما هي .
بتكاثر المجرات . إذاً الفضاء لانهاية له كما يصرحون بذلك , وهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه والكرسي والعرش والملائكة والجنة , فإذا قال : الرب فوق . قيل: ليس عندك فوق شيء. ومن أعتقد أن الفضاء لا نهاية له فأحسن أقواله أن يقع في معتقد أهل وحدة الوجود . وهو أن يكون الرب سبحانه هذه المخلوقات , وإلاَّ فإنه يتناقض .أﻫ بتصرف.[ هداية الحيران في مسألة الدوران ( ص39-40-41)]
والخلاصة : أن [ الفضاء محدود، وله مسافة وسعة مقدرة بما أخبرنا النبي فذكر بأن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام - الحديث الذي ذُكِرَ في ذكر المسافة بين السماء والأرض وإنها خمسمائة عام , لا يصح إسناده إلى النبي وإنما هو من أقوال الصحابة والسلف المتناقل عنهم .
يعني بذلك السماء الدنيا التي هي سقف الأرض . ويمكن أن تقدر المسافة هذه التي وردت في الحديث بالسير باصطلاح هذا الزمان بالكيلو مترات , وقد وجد أنها تقارب 9 ملايين كيلو متر فقط , وهذا الفضاء كله من كل جانب , فأين هذا من فضاء الملاحدة الذي لانهاية له ؟!!
بعد ذلك نقول أنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية؛ لأنها محجوزة في جوف السماء الدنيا , والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جداً بالنسبة لفضائهم الخيالي, فإذا كان المقدرون مسافة ما بين الأرض والشمس بــ150 مليون كيلوا متر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بـ141 مليون كيلو متر تقريباً . كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية .أهـ [هداية الحيران في مسألة الدوران (ص60-61-62-63)]
ومن الشبه : قولهم : أن السماء عبارة عن فضاء، وليس جرم .
والرد عليها : أن الآيات القرآنية ترد ما ادعوه، وزعموه ، قال تعالى:ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلاَّ بأذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم .[الحج : 65 ] . وقال تعالى : وبنينا فوقكم سبعاً شداداً .[النبأ :12]، وقال تعالى : وجعلنا السماء سقفاً محفوظا .[الأنبياء: 32 ]
قال الشنقيطي : ونحو ذلك من الآيات يدل دلالة واضحة على أن ما يزعمه ملاحدة الكفرة ومن قلدهم من مطموسي البصائر ممَّن يدعون الإسلام أن السماء فضاء لا جرم مبني؛ أنه كفرٌ وإلحادٌ وزندقةٌ وتكذيبٌ لنصوص القرآن العظيم , والعلم عند الله تعالى . وقوله في هذه الآية الكريمة إن الله بالناس لرؤوف رحيم أي : ومن رأفته ورحمته بخلقه أن أمسك السماء عنهم، ولم يسقطها عليهم .أهـ (أضواء البيان 5\297) .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين