ونقدم لكم فى حلقة هذا الأسبوع مباراة شملت العديد من عناصر كرة القدم الممتعة ، الإثارة و المتعة و التكتيك العالى و المهارات والأهداف الغزيرة ، وهى مباراة الذهاب لنصف النهائى فى دورى الأبطال بين فريقى إنتر ميلان و برشلونة والذى أقيم على ملعب جوزيبى مياتزا بميلانو .
كانت المواجهة قوية و حامية ليس فقط بين اللاعبين على أرض الملعب ، ولكن بين كلا المدربين "على الدكة" ، وهما الرجل "المميز" جوزيه مورينهو مدرب الإنتريستى و جوارديولا صاحب السداسية التاريخية مع برشلونة ، وعندما قلنا فى مقدمة المباراة قبلها بيوم واحد أن المواجهة ستكون بين هذين المدربين كنا نقصد المواجهة العادية بين أى مدربين فى أى مباراة ، لكن ما حدث ليلة أمس الثلاثاء هو أن المواجهة كانت بين "مورينهو و ميسى" .
بدأ مورينهو بتشكيل معتاد منه فى أى مباراة قوية و حاسمة ، وجاء التشكيل كالتالى ، حراسة المرمى : جوليو سيزار ، الدفاع : لوسيو ، صامويل ، زانيتى ، مايكون ، خط الوسط : كامبياسو ، شنايدر ، موتا ، الهجوم : بانديف ، إيتو ، ميليتو .
أما جوارديولا فكانت هناك أكثر من علامة إستفهام فى تشكيله الذى جاء كالتالى ، حراسة المرمى : فيكتور فالديس ، الدفاع : بويول ، بيكى ، ألفيس ، ماكسويل ، خط الوسط : تشافى ، باسكويتس ، سيدو كيتا ، الهجوم : ميسى ، بيدرو ، إبراهيموفيتش .
كان الغريب من قبل جوارديولا هو التعامل مع مباراة "صعبة" للغاية مثل هذه المباراة أمام رجل مثل مورينهو وكأنها مباراة عادية وهذا ظهر فى تشكيلته لأكثر من سبب ، الأول هو الدفع بسيرجيو باسكويتس وجلوس يايا توريه وهذه ليست المرة الاولى الذى يجلس فيها توريه إحتياطيا فى مباراة صعبة ، السبب الثانى هو عدم اللجوء "للخداع" كما فعل أمام الريال و اللعب بميسى كرأس حربة إلى جانب بيدرو أو إبراهيموفيتش ولكنه لعب بميسى فى مركزه العادى مما يعنى أن مراقبته أصبحت أسهل .
وإذا نظرنا لتشكيل الإنتر ، فمورينهو لم يغير الطريقة التى يلعب بها فى جميع المباريات القوية و الحاسمة منذ بداية الموسم ، هذا إلى جانب وجود اللاعبين اللذين يملكون الإمكانيات لتطبيق و تنفيذ "طلبات" مورينهو مثل خط دفاعه الذى يعتبر "حائط إسمنتى" لأى لاعب يلعب ضده سواء كان ميسى أو دروجبا !!
وبعد أن بدأت المباراة ، ظهر لجميع المتابعين أن مورينهو إعتبر نفسه فى مواجهة خاصة مع مفاتيح لعب برشلونة و أبرزهم بالتأكيد تشافى و ميسى ، وسنسلّط الضوء تحديدا على تشافى وهو اللاعب الذى يحاول إيجاد حلول للكتالونيين فى حالة غياب ميسى عن مستواه أو يمعنى أصحّ تعرضه لرقابة صارمة وهذا ما فعله مورينهو بوجود أكثر من لاعب مع ميسى أينما وجد .
ورغم تقدم برشلونة فى الدقيقة 19 من الخطأ الوحيد لدفاع الإنتر فى المباراة بعد أن إخترق ماكسويل من الجبهة اليسرى و عدم تعرض أى لاعب من الإنتر له حتى أعطاها لبيدرو الذى غابت عنه الرقابة بسبب إنشغال الإنتر بمراقبة ميسى و تشافى ، إلا أن مورينهو ظل محافظا على طريقته التى كان واثقا أنها ستجلب له الفوز !
ضغط الإنتر على جميع خطوط برشلونة و بشكل مرعب وكان خطأ جوارديولا أنه لعب على مصيدة التسلل أمام فريق يلعب بثلاثة رؤوس حربة من بينهم صامويل إيتو و ميليتو أفضل لاعب فى المباراة على الإطلاق ، وبدأ الإنهيار !
سجل الإنتر هدف التعادل بعد تأخره بعشر دقائق عن طريق شنايد بعد خطأ فادح من دانى ألفيش الذى ترك شنايدر وحيدا وهو فى منطقة الجهة اليسرى للإنتر ووضع الكرة بسهولة فى المرمى ، وانتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابى بهدف لكل من الفريقين وهى نتيجة ترضى طموحات البارسا كثيرا ولكن مازال الساحر يملك الكثير فى الشوط الثانى !
ولم تمضى ثلاث دقائق حتى سجل الإنتر الهدف الثانى عن طريق مايكون ، وأصبح البارسا كما يقال "فى خانة اليك" وهو منهزم و مضغوط فى نفس الوقت أمام مورينهو ، واستمرت المباراة على نفس الوتيرة بضغط غير عادى من لاعبى الإنتر الذين قادهم فارس المعركة الأول "دييجو ميليتو" !
كانت لمسات ميليتو خطرة فى كل أوقات المباراة سواء كانت أمام المرمى أو فى منتصف الملعب وكان هو السبب فى الهدف الثانى للإنتر ، وفى الدقيقة 56 دفع مورينهو بأحد محاربى منتصف الملعب الذى عندما دخل للمباراة أصبحت المعركة فى يد الإنتر أكثر لأنه أخذ على عاتقه الكثير من أدوار لاعبى الوسط الذين أرهقوا من مراقبة نجوم البارسا وهو كامبياسو و موتا و شنايدر ، وهو بالتأكيد اللاعب ستانكوفيتش الذى دخل بدلا من بانديف .
وسجل ميليتو الهدف الثالث للإنتر بعد هذا التغيير بخمس دقائق فقط وهو النتيجة الطبيعية لسير المباراة بالضغط المتواصل من خط وسط الإنتر على خطوط وسط و دفاع برشلونة ، والغريب أن جوارديولا رد على هدف ميليتو بتغيير أغرب من الخيال وهو الدفع بأبيدال بدلا من إبراهيموفيتش وكأنه يقول للجميع ، "يكفى ذلك"!!!!!
ووضح من هذا التغيير ان الإنتر متحكمون فى المباراة لأقصى درجة و أنهم على الطريق لإنهاء المباراة بفارق أكثر من الأهداف ، وكان التغيير الإضطرارى لمورينهو بخروج مايكون و نزول كيفو غير مؤثر على أحداث المباراة .
وتلقى الإنتر الإصابة الثانية فى المباراة وللاعب الأضل ميليتو فما كان أمام مورينهو سوى الدفع ببالوتيللى المهاجم الوحيد "على الدكة" لأنه لا يريد تغيير خطته لمجرد أن هناك لاعب أصيب .
ولم تشهد الربع ساعة الأخيرة من عمر المباراة أى متغييرات وانتهت بفوز الإنتر بثلاثة أهداف لهدف على حامل لقب العام الماضى ليضع حاملى لقب الدورى الإيطالى قدما فى دورى الأبطال ولكن سيكون الحسم فى لقاء العودة على ملعب الكامب نو الأربعاء القادم .
آراء فريق عمل AhlyNews.com :
كريم ضيف : "مورينهو تعامل مع المباراة كأنها موقعة حربية و وضع 11 جندى فى الملعب كل يؤدى دوره كمحارب ، ونفذ اللاعبين ما عليهم بشكل رائع وشيّدوا حائط بشرى أمام المنطقة لكل مفاتيح البارسا الذى إعتقد لاعبوه أنهم بإستطاعتهم الفوز فى أى وقت مثل معظم مبارياتهم ، قطع مورينهو أى مصدر خطورة عن مرماه سواء عن هجوم البارسا أو خط وسطه ، وضع ميسى تحت رقابة غير فردية لأنه يعلم أنه يتحرك فى كل مكان و فعل مع تشافى ما فعله مع ميسى ، أثبتت المباراة أن ميسى يمثل 50% من البارسا و تشافى يمثل 20% من الفريق أى ما يوازى 70% وهى نسبة كبيرة تجعل الفوز مضمون فى حالة رقابة هذين اللاعبين" .
أحسن لاعب فى المباراة : ميليتو
أسوأ لاعب فى المباراة : إبراهيموفيتش
أحسن لاعب فى برشلونة : ماكسويل
أسوأ لاعب فى الإنتر : بانديف
أحسن تغيير : ستانكوفيتش بدلا من بانديف
أسوأ تغيير : أبيدال بدلا من إبراهيموفيتش
محمود بيومى : "مورينهو فعل كل شىء فى المباراة وهو نجم اللقاء الأول ، درس برشلونة من كل جوانبه ، أوقف ميسى و تشافى تماما ، وطريقته إيقاف اللاعبين من خارج المنطقة حتى يضمن عدم إقترابهم من المرمى ، والهدف جاء من خطأ ساذج ولم يتكرر طوال المباراة" .
أحسن لاعب فى المباراة : زانيتى
أسوأ لاعب فى المباراة : إبراهيموفيتش
أحسن لاعب فى برشلونة : بيدرو
أسوأ لاعب فى الإنتر : بالوتيللى
أحسن تغيير : ستانكوفيتش بدلا من بانديف
أسوأ تغيير : أبيدال بدلا من إبراهيموفيتش
مصطفى سلامة : "برشلونة لعب بطريقة الدفاع المتقدم و مصيدة التسلل ، وهذا خطأ من جوارديولا لأن هجوم خصمه سريع للغاية و كراته الطولية و العرضية فى غاية الخطورة ، كان من الأفضل عدم إشراك إبراهيموفيتش لأنه لا يستطيع تسجيل أنصاف الفرص وكان عليه اللعب بميسى كمهاجم وحيد إلى جانب بيدرو أو بويان لأن الإنتر ليس خصما سهلا مثل الأرسنال ، مورينهو وضع موتا كعقبة صعب المرور منها لأى من لاعبى البارسا ، ميسى أثبت أن إيقافه يكون سهلا فى حالة وجود مدير فنى ذكى فى الفريق الخصم"! .
أحسن لاعب فى المباراة : ميليتو
أسوأ لاعب فى المباراة : ألفيس
أحسن لاعب فى برشلونة : ماكسويل
أسوأ لاعب فى الإنتر : شنايدر
أحسن تغيير : ستانكوفيتش بدلا من بانديف
أسوأ تغيير : أبيدال بدلا من إبراهيموفيتش
عبد الرحمن مجدى : "الإنتر تفوق على برشلونة تكتيكيا بنسبة 100% ، مورينهو نجح فى الإمساك بمفاتيح لعب البارسا تماما ، و أثبت أن برشلونة ليس ميسى فقط ، الإنتر إهتموا بميسى كثيرا و تركوا ماكسويل الذى تسبب فى الهدف على سبيل أنه لن يسجل أو يتسبب فى هدف ومثله بيدرو ، جوارديولا "تميز "بالعقم التكتيكى ، أول مباراة قوية للبارسا هذا الموسم بإستثناء مباراتى الريال ومباراتى الإنتر فى الدور الأول و الفريق يفتقد للإحتكاك القوى" .
أحسن لاعب فى المباراة : ميليتو
أسوأ لاعب فى المباراة : ألفيس
أحسن لاعب فى برشلونة : بيدرو
أسوأ لاعب فى الإنتر : موتا
أحسن تغيير : ستانكوفيتش بدلا من بانديف
أسوأ تغيير : بالوتيللى بدلا من ميليتو
محمد حشيش : "مورينهو لعب على الهجمة المرتدة ، كان هناك إنخفاض فى مستوى تشافى و ميسى بسبب الرحلة المرهقة ، فشل البارسا فى الحفاظ على تقدمهم الذى جاء من الخطأ الوحيد للإنتر ، أبيدال دخل فى الشوط الثانى حرك الخطوط إلى حد ما ولكن مورينهو هو من فاز بالمباراة" .
أحسن لاعب فى المباراة : شنايدر
أسوأ لاعب فى المباراة : بيكى
أحسن لاعب فى برشلونة : بيدرو
أسوأ لاعب فى الإنتر : والتر صامويل
أحسن تغيير : ستانكوفيتش بدلا من بانديف
أسوأ تغيير : لا يوجد
الرئيسية
الشات
